ج ٢، ص : ٥٧٨
صد الكفار عن المسجد الحرام وبيان مكانه [سورة الحج (٢٢) : الآيات ٢٥ الى ٢٦]
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (٢٥) وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (٢٦)
المفردات :
وَيَصُدُّونَ الصد : المنع، والفعل يفيد استمرار المنع الْعاكِفُ، المقيم الملازم وَالْبادِ، أى : أهل البادية بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ يقال : بوأته منزلا وبوأت له كما يقال : مكنتك ومكنت لك، وقيل : بوأنا له مكان البيت، أى : بيناه له.
ما مضى كان في بيان المؤمنين العاملين وجزائهم، وهنا بيان للكفار المشركين، وخاصة المعاصرين للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم وهذا كالمقدمة لما يأتى.
المعنى :
إن الذين كفروا باللّه ورسوله، وهم يصدون عن سبيل اللّه صدا دائما مستمرا، ولا شك أن المشركين صدوا الناس عن سبيل اللّه بما عملوا من أعمال ضد المسلمين في مكة وغيرها.
وهم يصدون عن سبيل اللّه، وعن المسجد الحرام، وقد صدوا رسول اللّه عن المسجد الحرام عام الحديبية، وقد جعله اللّه للناس جميعا لصلاتهم وطوافهم وعبادتهم


الصفحة التالية
Icon