ج ٢، ص : ٦١٢
المفردات :
اللَّغْوِ ما لا خير فيه ابْتَغى طلب العادُونَ المتجاوزون الحدود الْفِرْدَوْسَ أعلى مكان في الجنة.
روى عن عمر بن الخطاب أنه قال : كان إذا نزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الوحى يسمع عند وجهه كدوي النحل فلبثنا ساعة فاستقبل القبلة، ورفع يديه وقال :« اللّهمّ زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنّا، وآثرنا. ولا تؤثر علينا، وارض عنّا وأرضنا، ثم قال : نزل علىّ عشر آيات من أقامهنّ (أى : عمل فيهنّ) دخل الجنّة، ثم قرأ :
قد أفلح المؤمنون حتّى ختم العشر » رواه أحمد والترمذي.
وروى النسائي قال : قلنا لعائشة أم المؤمنين : كيف كان خلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم ؟
قالت : كان خلقه القرآن، فقرأت قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ حتى انتهت إلى وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ قالت : هكذا كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم.
المعنى :
قد أفلح المؤمنون، وفازوا وسعدوا، أولئك المؤمنون الذين وصفهم الحق - تبارك وتعالى - بما يأتى :
الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ قد سكنت جوارحهم، وخشعت قلوبهم، وقال الحسن البصري : كان خشوع الصحابة - رضوان اللّه عليهم - في قلوبهم، فغضوا بذلك أبصارهم، وخفضوا جناحهم.
والخشوع في الصلاة إنما يحصل لمن أفرغ قلبه لها، واشتغل بها عما عداها، وآثرها على غيرها، وحينئذ تكون راحة نفسه، وقرة عينه كما
قال الرسول صلّى اللّه عليه وسلم « حبّب إلىّ من دنياكم ثلاث : الطّيب، والنّساء، وجعلت قرّة عيني في الصّلاة »
، وكما
روى قوله صلّى اللّه عليه وسلّم يا بلال « أرحنا بالصّلاة ».
وأمارة الخشوع أن يتوقى إصلاح الثوب، والالتفات يمينا وشمالا، والتثاؤب وتغطية الفم باليد، والتشبيك، واللعب في اللحى، والنظر إلى الأصابع، وتقليب الحصى،