ج ٢، ص : ٧٣٩
٧ - وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ اعلم يا أخى أن دم الإنسان محترم ولا يباح الاعتداء عليه إلا في ثلاث، إذا ارتد بعد إسلام، أو زنى بعد إحصان أو اعتدى بقتل إنسان لم يحل قتله، فالمؤمنون هم الذين لا يقتلون نفسا حرم اللّه قتلها إلا بحق، وصاحب الحق في قتل من ارتد أو قتل أو زنى هو الإمام، أى الحاكم.
٨ - وَلا يَزْنُونَ... والزنى جريمة شنعاء، وفعلة نكراء، لا يأتيها إنسان ومعه ضمير حي، ولقد صدق رسول اللّه « لا يزنى الزّاني حين يزنى وهو مؤمن »
ولذا كان النهى عن القرب من الزنا في قوله تعالى وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى [الإسراء ٣٢] وهذه الصفات الثلاث أمهات الكبائر، وعنوان الرذائل فمن يفعلها يلق أثاما وعذابا ونكالا.
ويضاعف له العذاب يوم القيامة أضعافا، اللّه أعلم بها، ويخلد فيه حالة كونه مهانا، إلا من تاب وأناب، وآمن باللّه وعاد إلى رشده، وعمل عملا صالحا كدليل على صدق التوبة، وحسن النية، وحقيقة الندم.
والتوبة كما قلنا مرارا عملية تطهير للنفس، لها أصول تقتضي الإيمان الكامل، والعلم بالذنب والإقرار به، والندم عليه. والعزم على عدم العودة إليه والعمل الصالح فليست التوبة باللسان فقط.
فأولئك التائبون العاملون يبدل اللّه سيئاتهم حسنات، وكان اللّه غفورا للذنوب رحيما بالعباد يقبل التوبة عنهم، ويعفو عن سيئاتهم.
وفي تبديل السيئة بالحسنة نظريتان، قيل يبدل اللّه إيمانا بدل الشرك، وإخلاصا بدل النفاق والشك، وإحصانا بدل الفجور، وحسنات بدل سيئات الأعمال، و
قد روى أبو ذر الغفاري عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم « إنّ السّيئات تبدّل بحسنات »
. وفي الخبر :« ليتمنين أقوام أنهم أكثروا من السيئات » فقيل : ومن هم ؟ قال :« الذين يبدل اللّه سيئاتهم حسنات » رواه أبو هريرة
.. ولا حرج على فضل اللّه يجعل مكان السيئة حسنة إذا تاب العبد وأحسن التوبة،
ففي الحديث « اتّق اللّه حيثما كنت، وأتبع السّيّئة الحسنة تمحها، وخالق النّاس بخلق حسن »
. النظرية الثانية أن المراد تغيرت أحوالهم السيئة إلى أحوال حسنة فأبدلهم اللّه بالعمل السيئ العمل الصالح، والأمر كله بيد اللّه، ومن


الصفحة التالية
Icon