ج ٣، ص : ٢٤٨
أصحاب النبي صلّى اللّه عليه وسلّم الفقراء كبلال وصهيب وعمار، فيقول : أين عمار ؟ أين صهيب ؟.. أولئك في الفردوس ينعمون، وا عجبا لكم يا زعماء قريش!! أتخذناهم سخرية واستهزاء أم زاغت عنهم الأبصار ؟ ! والمعنى : أى الأمرين فعلنا بهم : السخرية والاستهزاء أم الازدراء بهم وتحقيرهم وأن الأبصار تعلو عنهم وتقتحمهم ؟ ! والمراد إنكار الأمرين جميعا على أنفسهم فإنهم قد فعلوا كل ذلك معهم. إن ذلك الذي حكى عنهم لحق ثابت لا شك فيه، هو تخاصم أهل النار، وفي الإبهام أولا والبيان ثانيا زيادة تقرير وتأكيد..
من الأدلة على صدق النبي [سورة ص (٣٨) : الآيات ٦٥ الى ٧٠]
قُلْ إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (٦٥) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (٦٦) قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (٦٧) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (٦٨) ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (٦٩)
إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٧٠)
المفردات :
نَبَأٌ عَظِيمٌ : خبر مهم جدّا بِالْمَلَإِ الْأَعْلى : هم أشرف الخلق الذين يملؤون العيون بهجة ورواء.
وهذا رجوع إلى مناقشة الكفار، وإثبات النبوة والتوحيد والبعث.
المعنى :
قل لهم يا محمد : إنما أنا منذر من يخشاها، وما من إله إلا اللّه الواحد القهار، وقد أنذرتكم عذابا شديدا وحذرتكم يوما يجعل الولدان شيبا وجئت بالتوحيد ونفى