ج ٣، ص : ٢٥
المثل من أنفسكم [سورة الروم (٣٠) : الآيات ٢٨ الى ٢٩]
ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٢٨) بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْواءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٢٩)
المفردات :
مَثَلًا : صفة غريبة تشبه المثل في الغرابة نُفَصِّلُ : نوضح ونبين.
بعد ما ظهرت الآيات الناطقة بالوحدانية والقدرة في الإنسان وأطواره، وهذا الكون العجيب وأحواله، وثبت بهذا أنه له المثل الأعلى والصفات الجلى التي منها الوحدانية وغيرها. ضرب مثلا لهؤلاء المشركين حيث أشركوا باللّه خلقا من خلقه كشف به سترهم، وقوض به حجتهم، وكان المثل في أقرب شيء لهم وهي نفوسهم.
المعنى :
ضرب اللّه لكم مثلا وانتزعه من أنفسكم التي هي أقرب شيء لكم : هل ترضون أن يكون لكم أيها المشركون شركاء فيما رزقناكم ؟ وهؤلاء الشركاء من المملوكين لكم كالعبيد والأرقاء مثلا ؟ هل لكم شركاء في أموالكم التي رزقكم اللّه من عبيدكم وإمائكم فتكونوا أنتم وهم في هذه الأموال سواء، تهابون أن تستبدوا بتصرف دونهم لأنهم شركاء كما يهاب بعضكم بعضا وأنتم أحرار!