ج ٣، ص : ٣٤٤
المفردات :
يُلْحِدُونَ الإلحاد : الميل عن الحق والصواب إلى غيره عَزِيزٌ : منيع عن الإبطال والتحريف.
وهذا رجوع إلى مشركي مكة الذين قالوا : قلوبنا في أكنة، وقالوا : لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه، رجوع إلى تهديدهم وبيان حقيقة القرآن.
المعنى :
إن الذين يلحدون في آياتنا القرآنية ويميلون عن الاستقامة فيها بالطعن عليها والتحريف لها، والتأويل الباطل واللغو عند سماعها، هؤلاء لا يخفون علينا، وكيف يخفون على عالم الغيب والشهادة ؟ ! فهو مجازيهم على فعلهم جزاء وفاقا. أغفلتم « ١ » فمن يلقى في النار إلقاء على سبيل القسر والإلجاء خير أم من يأتى آمنا مطمئنا ويدخل الجنة يوم القيامة ؟ لا يقول عاقل بالتسوية اعملوا « ٢ » ما شئتم حيث كان الأمر كذلك إنه بما تعملون بصير، وسيجازى كلا على عمله إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.
إن الذين كفروا بالذكر، أى : القرآن ذي الذكر العالي والشرف الرفيع لما جاءهم نجازيهم على كفرهم، والحال إنه لكتاب عزيز لا يناله بشر، منيع عن الإبطال

_
(١) الهمزة هنا للاستفهام المراد به الإقرار بأن الملحدين يلقون في النار وأن المؤمنين يأتون آمنين.
(٢) والأمر هنا مراد به التهديد.


الصفحة التالية
Icon