ج ٣، ص : ٣٤٥
والتحريف، وصدق اللّه إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ « ١ »
فها هو ذا القرآن ظل محفوظا طوال السنين لم يمس بسوء رغم كثرة أعدائه وقوتهم، وضعف أنصاره وأتباعه، نعم إنه لكتاب عزيز، لا يأتيه الباطل من بين يديه أى : لا يأتيه الباطل من أى ناحية، من ناحية اللفظ أو العرض أو الحكم أو القصة أو الأسلوب، وكيف يأتيه الباطل بأى صورة ومن أى باب، وهو تنزيل الحكيم العليم المحمود في الأرض والسماء.
وأما أنت يا محمد فما قيل لك إلا ما قيل للرسل من قبلك، فالرسالات كلها واحدة تهدف إلى التوحيد الخالص وإثبات مبدأ الثواب والعقاب والحياة والآخرة تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً، وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ « ٢ »
وما قيل لك من الناس الذين يلحدون في آياتنا هو مثل ما قيل للرسل قبلك فتلك (شنشة أعرفها من أخزم) وتلك هي عادة الناس قديما وحديثا، وإن ربك مع هؤلاء الناس لذو مغفرة واسعة لمن أطاع، وذو عقاب شديد لمن عصى فاحذروا يا أهل مكة عقابه، وانظروا أين أنتم ؟ !..
القرآن والذين يلحدون فيه [سورة فصلت (٤١) : الآيات ٤٤ الى ٤٦]
وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُ ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (٤٤) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (٤٥) مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (٤٦)

_
(١) - سورة الحجر آية ٩.
(٢) - سورة آل عمران آية ٦٤.


الصفحة التالية
Icon