ج ٣، ص : ٤٨١
الظانين باللّه ظن السوء، أى : ظن الأمر الفاسد المذموم، وهو أن اللّه - عز وجل - لا ينصر رسوله والمؤمنين.
على هؤلاء وحدهم دائرة السوء، وما يتربصونه بالمؤمنين فهو حائق بهم، ودائر عليهم، وغضب اللّه عليهم وطردهم من رحمته شر طردة، وأعد لهم جهنم، وساءت مصيرا، ولا عجب في ذلك فهم وإن كثروا عدة وعددا فللّه جنود السموات والأرض، وكان اللّه عزيزا لا يغالب، حكيما في كل أفعاله، انظر إلى تذييل الآية السابقة بقوله : وكان اللّه عليما حكيما، وهنا : عزيزا حكيما لأن المقصود أولا التدبير التام لأمر الخلق فيناسب العلم والإحاطة، وهنا المراد تهديد المنافقين والمشركين فيناسبه العزة والغلبة.
المتعاهدون مع اللّه ورسوله [سورة الفتح (٤٨) : الآيات ٨ الى ١٠]
إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (٨) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٩) إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (١٠)
المفردات :
شاهِداً : تشهد على أمتك بالبلاغ. وَتُعَزِّرُوهُ : تعظموه وتفخموه، والتعزير والتعظيم والتوقير : المنع، ومنه التعزير في الحد. وَتُوَقِّرُوهُ : من التوقير وهو التعظيم، وقيل : المراد تسودوه. يُبايِعُونَكَ المبايعة : مبادلة المال بالمال، وهم