ج ٣، ص : ٥٥١
بل أيقولون تقوله وافتراه من عنده ؟ بل هم قوم لا يؤمنون بحال من الأحوال، وكيف هذا ؟ أليس محمد واحدا منكم ونشأ في بيئتكم، وتربى في مجتمعكم فهل يعقل أن يأتى بهذا القرآن المعجز ؟ إذا كان صحيحا ما تقولون فهاتوا حديثا مثل حديثه، أى : قرآنا مثل قرآنه إن كنتم صادقين. فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ كيف تكذبون محمدا رسول اللّه في التوحيد والرسالة والبعث، وهذا الكون شاهد عدل على ذلك.. أما خلقتم ؟ بل أخلقتم من غير شيء أم أنتم الخالقون ؟ ! فأنتم خلقتم أنفسكم فلذلك لا تعبدون الخالق، ولا تصدقون رسوله، وتستبعدون خلقه لكم ثانيا في البعث.
بل أخلقوا السموات والأرض ؟ !! بل لا يوقنون!! وكيف ينكرون الرسالة لأنها جاءت لمحمد رسول اللّه من عند ربه الذي خلقه، وهو أعلم بخلقه، وهو المتصرف في هذا الكون لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، بل أعندهم خزائن رزقه ورحمته حتى يرزقوا من يشاءون، ويقولون : لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم!! بل أهم المسيطرون والأرباب الغالبون ؟ لا هذا ولا ذاك، فاللّه وحده هو الغنى، وعنده مفاتح السموات والأرض، وهو الغالب القادر على كل شيء دون سواه، وهو أعلم حيث يجعل رسالته.
ومن الذي أعلمهم بأسرار الكون ونظامه ؟ بل ألهم سلّم يرقون به فيستمعون إلى هذه الأخبار ؟ وإذا كان هذا صحيحا فليأت مستمعهم بحجة واضحة ودليل قوى على ما يقول.
عجبا لكم تجعلون للّه البنات ولكم البنين! بل أله البنات حيث تقولون : إن الملائكة بنات اللّه، وتجعلون لكم البنين مع أنه إذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودّا وهو كظيم، فإذا كان لا يرضى بشيء لنفسه فكيف يرضاه اللّه ؟
عجبا لهؤلاء كيف يكذبون رسالتك ولا يتبعون شرعك مع قيام الشواهد على صدقك، بل أتسألهم أجرا على هذا ؟ فهم مثقلون بتلك الغرامة، منكرون لها، بل أعندهم علم الغيب فهم يكتبون منه ويخبرون به الناس ؟ فإن العقل لا يرى أى دليل على صدق دعواهم الباطلة.
بل أيريدون كيدا بك وبشرعك ؟ فالذين كفروا هم المكيدون الذين يحيق بهم المكر السيئ، ويعود عليهم وباله، وقد حصل هذا.