ج ٣، ص : ٥٩٠
: جمع خيرة على معنى ذوات خير. حُورٌ : نساء بيض، والحور : شدة بياض بياض العين مع شدة سواد سوادها. مَقْصُوراتٌ : محبوسات ومستورات.
رَفْرَفٍ : هو ثوب يطرح على ظهر الفراش للنوم عليه، وقيل : هو فضول الفرش والبسط واشتقاقه من : رف يرف إذا ارتفع. وَعَبْقَرِيٍّ : هي ثياب أو بسط منقوشة، وقيل العبقري : هو كل ما يعجب من حذقه وجودته وصنعته وقوته.
وهذا وصف آخر لجنان خصصت لأصحاب اليمين، وما قبل هذا كان وصفا لجنان السابقين المقربين. والذي نفهمه أن هذه الصفات كلها تقريبية، وردت ليقف الخلق على بعض ما في الجنة، وفي الواقع هي كما قال اللّه : وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ...
[سورة فصلت آية ٣١].
المعنى :
ومن دون هاتين الجنتين التي مضى وصفهما جنتان أخريان، والكل أعد للخائفين الوجلين المسارعين في الخيرات، السابقين، وأصحاب اليمين، فبأى آلاء ربكما تكذبان ؟ ! هاتان الجنتان مدهامتان، وقد وسط القرآن قوله : فبأى آلاء ربكما تكذبان بين الجنة وصفتها للإشارة إلى أن تكذيبهم بوجود الجنة فضلا عن تكذيبهم بصفتها حقيق بالإنكار والتوبيخ.
هاتان الجنتان اشتدت خضرتهما لكثرة مائهما، فبأى آلاء ربكما تكذبان ؟ ! فيهما عينان فوارتان بالماء الكثير، فبأى آلاء ربكما تكذبان ؟ ! فيهما فاكهة يتفكه بها، وخاصة النخل والرمان، ولعل تخصيصهما بالذكر لكثرة وجودهما في الجزيرة العربية، فبأى آلاء ربكما تكذبان ؟ !.
فيهن نساء خيرات حسان في الخلق والخلق، وإذا وصفهن بالحسن ربك فكيف تقف من مخلوق على بيان كنهه والوقوف على مداه ؟ فبأى آلاء ربكما أيها الثقلان تكذبان ؟.
هؤلاء النساء حور شديدات البياض، وفي عيونهن حور، وهن مقصورات في الخيام، محبوسات محجبات، لا يتبذلن في شارع أو سوق، ولا يخرجن لبيع أو شراء، والحجاب الذي يقصده الشارع ويصف به الحور العين هو البعد عن التبذل والولوج إلى