ج ٣، ص : ٦٢٨
المفردات :
تُجادِلُكَ : تراجعك. يَظْهَرُونَ أى : يقولون لنسائهم : أنت على كظهر أمى، أى : في الحرمة. مُنْكَراً أى : قولا منكرا ينكره الشرع، ويأباه الطبع السليم. وَزُوراً : كذبا وبهتانا. فَتَحْرِيرُ أى : فعتق إنسان مؤمن كامل. أَنْ يَتَمَاسَّا أى : بالنكاح أو المتعة. تُوعَظُونَ أى : تزجرون به حتى لا تعودوا لمثله أبدا.
كانت خولة بنت خويلد « ١ » الخزرجية تحت أوس بن الصامت أخى عبادة بن الصامت، وكانت حسنة الجسم فرآها زوجها ساجدة فنظر عجيزتها فأعجبه أمرها، فلما انصرفت أرادها فأبت فغضب عليها - قال الراوي : وكان أوس شخصا به شيء من جنون - فأصابه بعض حالاته فقال لها : أنت على كظهر أمى! وكان الإيلاء - وهو حلف الرجل على امرأته ألا يطأها مدة - والظهار من الطلاق في الجاهلية، فسألت خولة - وقد سمعت زوجها يظاهرها - النبي صلّى اللّه عليه وسلّم عن ذلك
فقال لها :« حرمت عليه »
فقالت : واللّه ما ذكر طلاقا، ثم قالت : أشكو إلى اللّه فاقتي ووحدتي ووحشتي وفراق زوجي وابن عمى، وقد نفضت له بطني،
فقال النبي :« حرمت عليه »
فما زالت تراجعه ويراجعها حتى نزلت عليه هذه الآية.
المعنى :
قد سمع اللّه قول المرأة التي تجادلك في شأن زوجها - وهي خولة بنت ثعلبة - والحال أنها تشتكي إلى اللّه ضعفها وقلة حيلتها، وفراقها لزوجها ووحشتها، واللّه هو السميع بذاته لكل مسموع، البصير بذاته لكل مبصر، تقول عائشة - رضى اللّه عنها - : تبارك الذي وسع سمعه كل شيء إنى لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة، ويخفى على بعضه، وأنا وهي في حجرة واحدة، سمعتها وهي تشتكي زوجها إلى رسول اللّه قائلة :
يا رسول اللّه أكل شبابي، ونثرت له بطني، حتى إذا كبر سنى وانقطع ولدي ظاهر

_
(١) - وفي رواية هي خولة بنت ثعلبة، ولا حرج إذ قد تنسب المرأة إلى أبيها أو جدها.


الصفحة التالية
Icon