ج ٣، ص : ٦٦٩
المفردات :
تِجارَةٍ التجارة : تداول البيع والشراء لأجل المكسب. طَيِّبَةً : جيدة حسنة. أَنْصارَ اللَّهِ المراد : أنصار دينه ورسوله. لِلْحَوارِيِّينَ : وهم أصحاب عيسى - عليه السلام - وأصفياؤه. طائِفَةٌ : جماعة. ظاهِرِينَ :
غالبين.
سبب نزول هذه الآية قول المؤمنين لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : لو نعلم أى الأعمال أحب إلى اللّه لعملنا به! وقول عثمان بن مظعون : وددت يا نبي اللّه أن أعلم أى التجارات أحب إلى اللّه فأتجر فيها. فنزلت الآية.
المعنى :
يا أيها الذين آمنوا : هل أدلكم على تجارة عظيمة الشأن كثيرة الربح ؟ ربحها عشرة أمثال، وقد تزيد إلى سبعمائة مثل، واللّه يضاعف بعد ذلك لمن يشاء وتلك تجارة رابحة، وأى ربح أكثر من هذا ؟ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ.. [سورة التوبة آية ١١١].
وكأنه قيل : ما هذه التجارة ؟ دلنا عليها، فقيل : تؤمنون باللّه ورسوله، وتجاهدون في سبيل اللّه وابتغاء مرضاته بأموالكم وأنفسكم « ١ » والمعنى أن المؤمنين يداومون على ذلك من باب قوله تعالى : فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ [سورة هود آية ١١٢].
(١) و(تؤمنون) فعل مضارع بمعنى الأمر، أى : آمنوا أو جاهدوا يغفر لكم، والتعبير به للإيذان بأنهم امتثلوا واللّه أخبر عنهم، وقيل : إن المضارع على حقيقته وهناك شرط مقدر، جوابه قوله :« يغفر لكم ».