ج ٣، ص : ٧٤٨
عندهم غرور، ولا تخدعهم تلك الأمانى الكاذبة مع سوء العمل، إن عذاب ربهم غير مأمون، إن هؤلاء المؤمنين الكاملين الواثقين في اللّه لا يجزعون عند حلول شر بهم لأنهم واثقون أن هذا من اللّه. ولن يفلتوا منه أبدا مهما كان، وهم لا يمنعون خيرا عن أحد لأنهم واثقون أن الخير من اللّه وأن الفقراء عيال اللّه، وأنهم سيجازون عليه من اللّه، والذين هم لفروجهم حافظون. لا ينظرون إلّا لما أحله اللّه لهم من أزواج أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين على هذا بل مثابون عليه، فمن طلب غير ذلك وتجاوز حدود الزوجية أو ملك اليمين فأولئك هم العادون، والذين هم يراعون الأمانة، يؤدونها كاملة غير منقوصة لأربابها، وهم عند عهودهم لا يتخطونها، والذين هم يقيمون الشهادة، ويؤدونها كاملة حتى لا تضيع الحقوق، والذين هم على صلاتهم يحافظون على أوقاتها وأركانها وشروطها وسننها وآدابها، أولئك هم المصوفون بما تقدم في جنات ونعيم، وهم مكرمون في جوار اللّه.
هؤلاء هم المكذبون وهذه نهايتهم [سورة المعارج (٧٠) : الآيات ٣٦ الى ٤٤]
فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (٣٦) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ (٣٧) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (٣٨) كَلاَّ إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (٣٩) فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ (٤٠)
عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (٤١) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (٤٢) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (٤٣) خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ (٤٤)
المفردات :
قِبَلَكَ : ناحيتك وجهتك. مُهْطِعِينَ : مسرعين إليك مادى أعناقهم نحوك