ج ٣، ص : ٨٤٧
المفردات :
الْبُرُوجِ : جمع برج، وهو في أساس اللغة يطلق على الأمر الظاهر. ثم استعمل في القصر العظيم، وعلى ذلك فالسماء ذات البروج أى : النجوم، وقيل المراد بالبروج هنا : منازل الكواكب. وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ : يوم القيامة. الْأُخْدُودِ : الشق في الأرض يحفر مستطيلا، وجمعه أخاديد. شُهُودٌ أى : حضور عذاب المؤمنين.
وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ : وما عابوا عليهم. فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ : ابتلوهم بالإحراق.
بَطْشَ رَبِّكَ : أخذه الكفار. الْوَدُودُ : المحب للطائعين.
المعنى :
أقسم الحق - تبارك وتعالى - بالسماء ذات النجوم التي كانت ضياء وزينة، ورجوما للشياطين، وعلامات يهتدى بها المسافرون، وهي مع ذلك أبنية فخمة عظيمة تدل على قدرة صانعها الحكيم، وقيل المراد بالبروج : منازل الكواكب في السماء التي ينشأ عنها الفصول الأربعة، وما فيها من حرارة وبرودة، والتي ينشأ عنها عدد السنين والحساب، وتفصيل كل شيء في الوجود، وأقسم الحق - تبارك وتعالى - باليوم الموعود الذي وعدنا اللّه به، وهو يوم القيامة، وأقسم كذلك بكل الخلائق والعوالم الشاهد منها والمشهود، فله - سبحانه - في كل شيء دلالة على وحدانيته، فكل شيء شاهد بهذا المعنى، على أن كل شيء في الكون مشهود للناس، والناس مختلفون في الشهادة، أى : الرؤية، أو الفكرة والتأمل.
أقسم الحق - تبارك وتعالى - بهذه الأشياء : لقد ابتلى اللّه المؤمنين والمؤمنات قديما بالعذاب والفتنة والبلاء من أعدائهم الكفار، ولكنهم صبروا على ما أوذوا واحتسبوا ذلك عند اللّه، فكان لهم الأجر الكبير، ولأعدائهم عذاب جهنم ولهم فيها عذاب الحريق، فاصبروا أيها المؤمنون، وسيعوضكم اللّه خيرا، ولقد ضرب اللّه قصة أصحاب الأخدود هنا مثلا، ودليلا على جواب القسم المقدر وهو ابتلاء المؤمنين.
قتل أصحاب الأخدود : أصحاب النار ذات الوقود، النار التي أعدوها ليصلاها المؤمنون الموحدون.