ج ٣، ص : ٨٨٥
أخبرنى يا محمد عن الذي ينهى عبدا خاضعا للّه يصلى له، ما شأنه ؟ إن شأنه لعجيب « ١ » شخص يكفر ويعصى ربه، ينهى عن الخير وخاصة الصلاة أخبرنى عن حاله لو كان من أصحاب اليمين، وكان من السابقين المهتدين ثم يأمر بالتقوى والخير ما شأن هذا ؟ إن حاله يكون عجيبا لأنه يستحق المثوبة الكبرى في جنة المأوى.
أخبرنى إن كذب إنسان وأعرض عن الحق وتولى وأعطى نفسه كل ما تتمنى!! ألم يعلم هؤلاء بأن اللّه يرى، قروا واعترفوا بأن اللّه يعلم الغيب والشهادة وسيجازى كلا على عمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر، ففروا أيها الناس إلى اللّه وتوبوا إليه واعملوا على مرضاته.
كلا : كلمة ردع وزجر لمن يعصى اللّه مطلقا، فأقسم لئن لم ينته هؤلاء الكفار أو العصاة عن أفعالهم لنعذبنهم عذابا شديدا، ولنذلنهم إذلالا يتناسب مع تكبرهم في الدنيا وما ذلك على اللّه بعزيز. لنجذبن تلك الناصية بشدة، تلك الناصية التي طالما كذبت لغرورها بقوتها واعتقادها أنها تمتنع عن اللّه الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وهذا كذب بلا شك، وقد أخطأت لأنها تجاوزت حدها وأساءت إلى غيرها وخاصة الأبرار الصادقين، سنفعل مع صاحبها كل إهانة فليدع أهل ناديه ليدفعوا عنه شيئا!! بل سندعو الزبانية، أى : سيدعو اللّه زبانية جهنم يدفعونه دفعا لها يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا [سورة الطور آية ١٣] وليس له شفيع ولا نصير.
كلا - ردع للكافر عن عمله - لا تطعه أيها الرسول واسجد للّه دائما وتقرب إليه بالعبادة فإنها الحصن والوقاية، وطريق النجاح.
(١) هذا إشارة إلى أن : أرأيت ؟ استفهام للإنكار والتعجب وهي تفيد معنى أخبرنى.