لطائف الإشارات، ج ١، ص : ٢٧٥
- سبحانه، والربط على قلوب المؤمنين بواسطة الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم - فلولا بقية بقيت عليهم ما ردّهم فى حديث النصرة إلى إنزال الملك، وأنّى بحديث الملك - والأمر كلّه بيد الملك؟!.
قوله جل ذكره :
[سورة آل عمران (٣) : آية ١٢٦]
وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرى لَكُمْ وَ لِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَ مَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١٢٦)
أجرى اللّه - سبحانه - سنّته مع أوليائه أنه إذا ضعفت نيّاتهم، أو تناقصت «١» إرادتهم أو أشرفت «٢» قلوبهم على بعض فترة - أراهم من الألطاف، وفنون الكرامات ما يقوّى به أسباب عرفانهم، وتتأكد به حقائق يقينهم.
فعلى هذه السّنّة أنزل هذا الخطاب. ثم قطع قلوبهم وأسرارهم عن الأغيار بالكلية فقال :
«و ما النصر إلا من عند اللّه».
قوله جل ذكره :
[سورة آل عمران (٣) : الآيات ١٢٧ الى ١٢٩]
لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ (١٢٧) لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ (١٢٨) وَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢٩)
إنّ اللّه لا يشمت بأوليائه عدوا فالمؤمن وإن أصابته نكبة، فعدوّه لا محالة يكبّه «٣» اللّه فى الفتنة والعقوبة.
قوله جل ذكره : لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ ءٌ، أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ، أَوْ يُعَذِّبَهُمْ، فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ وَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ، يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ.

_
(١) وردت (تناقضت) ولا يمنع أن تكون بالصاد حتى ينسجم النقص مع الضعف.
(٢) وردت بالقاف وهى خطأ فى النسخ.
(٣) هكذا فى (ص) وهى صحيحة ولكننا لا نستبعد أن تكون فى الأصل (يكبته) حيث جاء هذا الفعل فى الآية الكريمة التي نحن بصددها.


الصفحة التالية
Icon