لطائف الإشارات، ج ١، ص : ٦١٣
قوله جل ذكره : وَ إِنْ تَعُودُوا نَعُدْ.
يعنى إن عدتم إلى الجميل من السيرة عدنا عليكم بجميل المنّة، وإن عاودتم الإقدام على الشّرّ أعدنا عليكم ما أذقناكم من الضّرّ.
قوله جل ذكره : وَ لَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَ لَوْ كَثُرَتْ وَ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ.
من غلبته قدرة الأحد لم تغن عنه كثرة العدد.
قوله جل ذكره :
[سورة الأنفال (٨) : آية ٢٠]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَ أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (٢٠)
الناس فى طاعة اللّه على أقسام : فمطيع لخوف عقوبته، ومطيع طمعا فى مثوبته، وآخر تحققا بعبوديته، وآخر تشرفا بربوبيته.
وكم بين مطيع ومطيع! وأنشدوا :
أحبك يا شمس النهار وبدره وإن لامنى فيك السّها والفراقد
و ذاك لأنّ الفضل عندك زاخر وذاك لأنّ العيش عندك بارد
قال تعالى :«أَطِيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ» ولم يقل أطيعوا اللّه وأطيعوا الرسول، وفى ذلك نوع تخصيص، وحزب تفضيل يلطف عن العبارة ويبعد عن الإشارة «١» قوله جل ذكره : وَ لا «٢» تَوَلَّوْا عَنْهُ وَ أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ.
أي تسمعون دعاءه إياكم، وتسمعون ما أنزل عليه من دعائى إياكم.
قوله جل ذكره :
[سورة الأنفال (٨) : آية ٢١]
وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَ هُمْ لا يَسْمَعُونَ (٢١)
لا تكونوا ممن يشهد جهرا، ويجحد سرّا.
(١) هذا من المواضع التي يشعر فيها القارئ أن القشيري يريد أن يقول شيئا ولكنه يتركه لفطنة القارئ يستشف ما وراء السطور.
(٢) أخطأ الناسخ فكتبها (و لو تولوا).