لطائف الإشارات، ج ١، ص : ٦١٨
و إدامة الحمد على جميل تلك النّعم، فمهّد لهم فى ظل أبوابه مقيلا، ولم يجعل للعدوّ إليهم - بيمن رعايته - سبيلا.
قوله جل ذكره : وَ رَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ.
رزق الأشباح والظواهر من طيبات الغذاء، ورزق الأرواح والسرائر من صنوف الضياء. وحقيقة الشكر على هذه النعم الغيبة عنها بالاستغراق فى شهود المنعم.
قوله جل ذكره :
[سورة الأنفال (٨) : آية ٢٧]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَ الرَّسُولَ وَ تَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٧)
الخيانة الاستبطان بخلاف ما يؤمّل منك بحق التعويل، فخيانة اللّه بتضييع ما ائتمنك عليه، وذلك بمخالفة النّصح فى دينه، وخيانة الرسول بالاتصاف بمخالفة ما تبدى من مشايعته.
والخيانة فى الأمانات بترك الإنصاف، والاتصاف بغير الصدق.
وخيانة كل أحد على حسب ما وضع عنده من الأمانة، فمن اؤتمن فى مال فتصرّف فيه بغير إذن صاحبه - خيانة، ومن اؤتمن على الحرم فملاحظته إياهن - خيانة. فعلى هذا :
الخيانة فى الأعمال الدعوى فيها بأنها من قبلك دون التحقيق بأنّ منشئها اللّه.
والخيانة فى الأحوال ملاحظتك لها دون غيبتك عن شهودها باستغراقك فى شهود الحق، إن لم يكن استهلاكك فى وجود الحق. وإذا أخللت بسنّة من السّنن أو أدب من آداب الشّرع فتلك خيانة الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم.
والخيانة فى الأمانات - بينك وبين الخلق - تكون بإيثار نصيب نفسك على نصيب المسلمين، بإرادة القلب فضلا عن المعاملة بالفعل.
قوله جل ذكره :
[سورة الأنفال (٨) : آية ٢٨]
وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَ أَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (٢٨)