لطائف الإشارات، ج ١، ص : ٦٢٣
و ليس أولياؤه إلا المتقون، وهم الذين اتقوا الشّرك.
قوله جل ذكره :
[سورة الأنفال (٨) : آية ٣٥]
وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكاءً وَ تَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (٣٥)
تجردت أعمالهم بظواهرهم عن خلوص عقائدهم، فلم يوجد - سبحانه وتعالى - لها احتسابا فزكاء القالة لا يكون إلا مع صفاء الحالة، وعناء الظاهر لا يقبل إلا مع ضياء السرائر.
قوله جل ذكره : فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ.
كان العذاب معجّلا وهو حسبانهم أنهم على شى ء، قال اللّه تعالى :
«وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً»، ومؤجّلا وهو كما قال اللّه تعالى : وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَقُ
«١».
قوله جل ذكره :
[سورة الأنفال (٨) : آية ٣٦]
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (٣٦)
يرومون بإنفاقهم صنوف أموالهم صلاحا ونظاما لأحوالهم، ثم لا يحظون إلا بخسران، ولا يحصلون إلا على نقصان. خسروا وهم لا يشعرون، وخابوا وسوف يعلمون :
سوف ترى إذا انجلى الغبار أفرس تحتك أم حمار؟
قوله :«وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ» إنّهم وإن ألهتهم أموالهم فإلى الهوان والذلّة مآلهم، لم تغن عنهم أموالهم، ولم تنفعهم أعمالهم، بل ختمت بالشقاوة أحوالهم.
قوله جل ذكره :
[سورة الأنفال (٨) : آية ٣٧]
لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَ يَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٣٧)
.
(١) آية ٣٤ سورة الرعد.