لطائف الإشارات، ج ١، ص : ٦٢٤
الخبيث ما لا يصلح للّه، والطيب ما يصلح للّه.
الخبيث ما حكم الشرع بقبحه وفساده، والطيب ما شهد العلم بحسنه وصلاحه.
ويقال الخبيث الكافر، والطيّب المؤمن.
الخبيث ما شغل صاحبه عن اللّه، والطيّب ما أوصل صاحبه إلى اللّه.
الخبيث ما يأخذه المرء وينفقه لحظّ نفسه، والطيب ما ينفقه بأمر ربه.
الخبيث عمل الكافر يصوّر له ويعذّب بإلقائه عليه، والطيّب عمل المؤمن يصور له فى صورة جميلة فيحمل المؤمن عليه.
قوله جل ذكره :
[سورة الأنفال (٨) : آية ٣٨]
قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ وَ إِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ (٣٨)
إن كبحوا لجام التمرد، وأقلعوا عن الركض فى ميدان العناد والتّجبّر أزلنا عنهم صغار الهوان، وأوجبنا لهم روح الأمان.
و يقال إن حلّوا نطاق العناد أطلقنا عنهم عقال البعاد.
ويقال إن أبصروا قبح فعالهم جدنا عليهم بإصلاح أحوالهم.
ويقال إن جنحوا للاعتذار ألقينا عليهم حالة الاغتفار.
ويقال إن عادوا إلى التّنصّل «١» أبحنا لهم حسن التّفضّل :
أناس أعرضوا عنّا بلا جرم ولا معنى
أساءوا ظنّهم فينا فهلّا أحسنوا الظنّا
فإن كانوا لنا - كنّا، وإن عادوا لنا عدنا
و إن كانوا قد استغنوا فإنّا عنهم أغنى
قوله جل ذكره :
[سورة الأنفال (٨) : آية ٣٩]
وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٣٩)
(١) تنصّل من ذنبه أي تبرّأ