لطائف الإشارات، ج ١، ص : ٦٢٥
أمرهم بمقاتلة الكفار والإبلاغ فيها حتى تستأصل شأفتهم بحيث يأمن المسلمون مضرّتهم، ويكفون بالكلية فتنتهم.. وحيّة الوادي لا تؤمن ما دامت تبقى فيها حركة كذلك العدو إذا قهر فحقّه أن تقتلع جميع عروقه، وتنقّى زباع الإسلام من كل شكيرة «١» تنبت من الشرك.
قوله جل ذكره :
[سورة الأنفال (٨) : الآيات ٤٠ الى ٤١]
وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلى وَ نِعْمَ النَّصِيرُ (٤٠) وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَ ما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ وَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤١)
فإن أبوا إلّا عتوّا، وعن الإيمان إلا نبوّأ، فلا على قلوبكم ظلّ مخافة منهم فإن اللّه - سبحانه - ولىّ نصرتكم، ومتولّى كفايتكم إن لم تكونوا بحيث نعم العبيد فهو نعم المولى لكم ونعم الناصر لكم.
و يقال نعم المولى لكم يوم قسمة العرفان، ونعم الناصر لكم يوم نعمة الغفران.
ويقال نعم المولى لك حين لم تكن، ونعم الناصر لك حين كنت.
ويقال نعم المولى بالتعريف قبل التكليف، ونعم الناصر لكم بالتخفيف والتضعيف يخفّف عنكم السيئات ويضاعف الحسنات :
و هواك أول ما عرفت من الهوى والقلب لا ينسى الحبيب الأوّلا
قوله جل ذكره : وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَ ما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ، وَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

_
(١) شكرت الشجرة أي خرجت منها الشكيرة وهى ما ينبت حولها من أصلها.


الصفحة التالية
Icon