لطائف الإشارات، ج ٢، ص : ٣١٨
قوله جل ذكره :
[سورة النحل (١٦) : آية ٩٤]
وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها وَ تَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَ لَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (٩٤)
أبعدكم عدم صدقكم فى إيمانكم عن تحققكم ببرهانكم، لأنكم وقفتم على حدّ التردد دون القطع والتعيين، فأفضى بكم تردّدكم إلى أوطان شرككم، إذ الشكّ فى اللّه والشّرك به قرينان فى الحكم.
قوله جل ذكره :
[سورة النحل (١٦) : آية ٩٥]
وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّما عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٩٥)
لا تختاروا على القيام بحقّ اللّه والوفاء بعهده عوضا يسيرا مما تنتفعون به من حطام دنياكم من حلالكم وحرامكم، فإنّ ما أعدّ اللّه لكم فى جناته - بشرط وفائكم لإيمانكم - يوفى ويربو على ما تتعجلون به من حظوظكم.
قوله جل ذكره :
[سورة النحل (١٦) : آية ٩٦]
ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَ ما عِنْدَ اللَّهِ باقٍ وَ لَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٩٦)
الذي عندكم عرض حادت فان، والذي عند اللّه من ثوابكم فى مآلكم نعم مجموعة، لا مقطوعة ولا ممنوعة.
ويقال ما عندكم أو ما منكم أو ما لكم أفعال معلولة وأحوال مدخولة «١»، وما عند اللّه فثواب مقيم ونعيم عظيم ويقال ما منكم من معارفكم ومحابكم آثار متعاقبة، وأصناف متناوبة، أعيانها غير باقية وإن كانت أحكامها غير باطلة «٢»، والذي يتصف الحقّ به من رحمته بكم ومحبته لكم وثباته عليكم فصفات أزلية ونعوت سرمدية.

_
(١) أي مصابة بالدّخل
(٢) لأنها منكم فعلا ومن اللّه حكما.


الصفحة التالية
Icon