لطائف الإشارات، ج ٢، ص : ٤٢٩
و لأنه لا داعى له إلى صحبة زوجة فيكون له ولد على الحقيقة. ولا يجوز عليه التبني لأحد لعدم الجنسية بينهما.
وقوله :«وَإِذا قَضى أَمْراً...» إذا أراد إحداث شىء خلقه بقدرته، وخاطبه بأمر التكوين «١»، ولا يتعّصى عليه - فى التحقيق - مقدور.
«وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَ رَبُّكُمْ» أي أمرنى بأن تعلموا ذلك وأمرنى بتبليغ رسالتى، واتباع ما شرع اللّه من العبادات.
قوله جل ذكره :
[سورة مريم (١٩) : آية ٣٧]
فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (٣٧)
فمن عجنت بماء السعادة طينته أطاع فى عاجله وما ضاع فى آجله، ومن أقصته القسمة السابقة لم تدنه الخدمة اللاحقة، وسيلقون غبّ هذا الأمر.
قوله جل ذكره :
[سورة مريم (١٩) : آية ٣٨]
أَسْمِعْ بِهِمْ وَ أَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٣٨)
صير معارفهم ضرورية، وأحوالهم كلّها معكوسة، والحجّة تتأكّد عليهم، والحاجة لا تسمع منهم، والرحمة لا تتعلّق بهم، فلا ترحم شكاتهم، ولا يسمع نداؤهم.
قوله جل ذكره :
[سورة مريم (١٩) : آية ٣٩]
وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَ هُمْ فِي غَفْلَةٍ وَ هُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٣٩)
تقوم الساعة بغتة، وتصادفهم القيامة وهم غير مستعدين لها فيتحسّرون على ما فانهم.
ويقال يوم الحسرة يوم القسمة حين سبقت لقوم الشقاوة - وهم فى محو العدم، ولآخرين السعادة - وهم بنعت العدم، ولم يكن من أولئك جرم بعد، ولا من هؤلاء وفاق بعد.
(١) أي كن فيكون.