لطائف الإشارات، ج ٢، ص : ٦٠٤
و يقال «الْخَبِيثاتُ» :
من الأشياء للخبيثين من الأشخاص، وهم الراضون بالمنازل السحيقة | وإنّ طعام الكلاب الجيف. |
قوله جل ذكره : وَ الطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَ الطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ.
«الطَّيِّباتُ» : من الأعمال هى الطاعات والقرب للطيبين، والطيبون هم المؤثرون لها والساعون فى تحصيلها.
«وَالطَّيِّباتُ» : من الأحوال - وهى تحقيق المواصلات بما هو حقّ الحق، مجرّدا عن الحظوظ - «لِلطَّيِّبِينَ» من الرجال، وهم الذين سمت همّتهم عن كلّ مبتذل خسيس، ولهم نفوس تسمو إلى المعالي، وهى التجمّل بالتذلل لمن له العزّة.
ويقال الطيبات من الأموال - وهى التي لا نكير للشرع عليها، ولا منّة لمخلوق فيها - للطيبين من الرجال، وهم الأحرار الذين تخلّصوا من رقّ الكون.
ويقال «الطَّيِّباتُ» من الأشخاص وهن المبرّات من وهج الخطر، المتنقيات عن سفساف أخلاق البشرية، وعن التعريج فى أوطان الشهوات - «لِلطَّيِّبِينَ» من الرجال الذين هم قائمون بحقّ الحقّ لا يصحبون الخلق إلا للتعفّف، دون استجلاب الشهوات.
لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ لهم مغفرة فى المآل، ورزق. كريم فى الحال وهو ما ينالون من غير استشراف، ولا تطلب طمع، ولا ذلّ منّة «١»، ولا تقديم تعب «٢».
قوله جل ذكره :
[سورة النور (٢٤) : آية ٢٧]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَ تُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٢٧)
_
(١) أي (منّة) من مخلوق.
(٢) (التعب) الذي ينشأ عن الاستعجال وعدم التفويض ونقص الثقة.
(١) أي (منّة) من مخلوق.
(٢) (التعب) الذي ينشأ عن الاستعجال وعدم التفويض ونقص الثقة.