لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ١١٥
«وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ» أي في ظنّكم وتقديركم «١».
وفي الحقيقة السهولة والوعورة على الحقّ لا تجوز.
«وَ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى » : له الصفة العليا في الوجود بحقّ القدم، وفي الجود بنعت الكرم، وفي القدرة بوصف الشمول، وفي النصرة بوصف الكمال، وفي العلم بعموم التعلّق، وفي الحكم بوجوب التحقق، وفي المشيئة بوصف البلوغ، وفي القضية «٢» بحكم النفوذ، وفي الجبروت بعين العزّ والجلال، وفي الملكوت بنعت المجد والجمال.
قوله جل ذكره :
[سورة الروم (٣٠) : آية ٢٨]
ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٢٨)
أي إذا كان لكم مماليك لا ترضون بالمساواة بينكم وبينهم، وأنتم متشاكلون «٣» بكلّ وجه - إلا أنكم بحكم الشرع مالكوهم - فما تقولون في الذي لم يزل، ولا يزال كما لم يزل؟.
هل يجوز أن يقدّر في وصفه أن يساويه عبيده؟ وهل يجوز أن يكون مملوكه شريكه؟
تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا!.
قوله جل ذكره :
[سورة الروم (٣٠) : آية ٢٩]
بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْواءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَ ما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٢٩)
.
(١) معنى هذه العبارة : حسب ظنكم وتقديركم الإعادة أسهل من الإنشاء.. فلم أنكرتم الإعادة؟ فضلا عن أنه ليس عند اللّه سهل ولا عسير.
(٢) القضية : هى قضاء اللّه.
(٣) متشاكلون معناها : متشابهون ومتساوون ولا فرق في الجوهرية بينكم وبينهم.