لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ١٢٧
السورة التي يذكر فيها لقمان
قوله جل ذكره :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ»
«بِسْمِ اللَّهِ» كلمة من سمعها أقرّ أنّه لا يسمع مثلها، ومن عرفها أنف أن يسمع غيرها. كلمة من سمعها طابت قصّته، وزالت بكل وجه غصّته، وتمّت من النّعم في الدنيا والعقبى حصّته، وزهد في دنياه من غير رغبة في عقباه لأنّها - وإن جلّت - غير مولاه «١» كلمة من سمعها لم يرغب في عمارة فنائه، ولم يتحشم «٢» سرعة وفائه.
قوله جل ذكره :
[سورة لقمان (٣١) : الآيات ١ الى ٢]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الم (١) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ (٢)
الألف تشير إلى آلائه، واللام تشير إلى لطفه وعطائه، والميم تشير إلى مجده وسنائه فبآلائه يرفع الجحد عن قلوب أوليائه، وبلطفه وعطائه يثبت المحبة في أسرار أصفيائه، وبمجده وسنائه مستغن عن جميع خلقه بوصف كبريائه.
«تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ» : المحروس عن التغيير والتبديل.
[سورة لقمان (٣١) : الآيات ٣ الى ٤]
هُدىً وَ رَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (٣) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤)
هو هدى وبيان، ورحمة وبرهان للمحسنين العارفين باللّه، والمقيمين عبادة اللّه كأنهم
_
(١) فالحب الخالص منتف عن الغيرية.
(٢) لم يتحشم أي : لم يتجنب


الصفحة التالية
Icon