لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ١٤٠
قوله جل ذكره :
[سورة السجده (٣٢) : الآيات ٧ الى ٨]
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَ بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ (٧) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (٨)
أحسن صورة كلّ أحد فالعرش ياقوتة حمراء، والملائكة أولو أجنحة مثنى وثلاث ورباع، وجبريل طاووس الملائكة، والحور العين - كما في الخبر - فى جمالها وأشكالها، والجنان - كما في الأخبار ونص القرآن. فإذا انتهى إلى الإنسان قال :«خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ. ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ» «١».. كل هذا ولكن :
و كم أبصرت من حسن ولكن عليك من الورى وقع اختياري
خلق الإنسان من طين ولكن «يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ» «٢»، وخلق الإنسان من طين ولكن :«فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ» «٣»، وخلق الإنسان من طين ولكن «رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ»! قوله جل ذكره :
[سورة السجده (٣٢) : آية ١٠]
وَقالُوا أَ إِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَ إِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ (١٠)
لو كانت لهم ذرّة من العرفان، وشمّة من الاشتياق، ونسمة من المحبة لما تعصّبوا كلّ هذا التعصب في إنكار جواز الرجوع إلى اللّه ولكن قال :«بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ».
قوله جل ذكره :
[سورة السجده (٣٢) : آية ١١]
قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١١)
لو لا غفلة قلوبهم وإلا لما أحال قبض أرواحهم على ملك الموت فإنّ ملك الموت لا أثر منه في أحد، ولا له تصرفات في نفسه، وما يحصل من التوفّى فمن خصائص قدرة
(١) آية ٥٤ سورة المائدة.
(٢) آية ١٥٢ سورة البقرة.
(٣) آية ٨ سورة البينة.