لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ١٥٢
الإشارة من هذا : تقديم سنته على هواك، والوقوف عند إشارته دون ما يتعلق به مناك، وإيثار من تتوسل به سببا ونسبا على أعزّتك ومن والاك.
«وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ» :
ليكن الأجانب منك على جانب، ولتكن صلتك بالأقارب. وصلة الرحم ليست بمقاربة الديار وتعاقب المزار، ولكن بموافقة القلوب، والمساعدة في حالتى المكروه والمحبوب :
أرواحنا في مكان واحد وغدت أشباحنا بشام «١» أو خراسان
قوله جل ذكره :
[سورة الأحزاب (٣٣) : آية ٧]
وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَ أَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (٧)
أخذ ميثاق النبيين وقت استخراج الذرية من صلب آدم - فهو الميثاق الأول، وكذلك ميثاق الكلّ. ثم عند بعث كلّ رسول ونبوّة كلّ نبيّ أخذ ميثاقه، وذلك على لسان جبريل عليه السلام، وقد استخلص اللّه سبحانه نبيّنا عليه السلام، فأسمعه كلامه - بلا واسطة - ليلة المعراج. وكذلك موسى عليه السلام - أخذ الميثاق منه بلا واسطة ولكن كان لنبينا - صلى اللّه عليه وسلم - زيادة حال فقد كان له مع سماع الخطاب كشف الرؤية «٢».
ثم أخذ المواثيق من العبّاد بقلوبهم وأسرارهم بما يخصهم من خطابه، فلكلّ من الأنبياء والأولياء والأكابر على ما يؤهلهم له، قال صلى اللّه عليه وسلم «لقد كان في الأمم
(١) هكذا في ص وهي في م (بعراق)
(٢) فى كتاب الرؤية الكبير يرى الأشعري جواز ذلك، أما القشيري : فبينما يشير هنا إلى ذلك إذ به كما سيأتى فى بسملة سورة البروج يقول :«بسم اللّه اسم لم يره بصر إلّا واحد، وهو أيضا مختلف فيه» المجلد الثالث