لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ١٨٥
قوله جل ذكره :
[سورة سبإ (٣٤) : آية ٣٧]
وَما أَمْوالُكُمْ وَ لا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَ هُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ (٣٧)
لا تستحقّ الزّلفى عند اللّه بالمال والأولاد، ولكن بالأعمال الصالحة والأحوال الصافية والأنفاس الزاكية، بل بالعناية السابقة، والهداية اللاحقة، والرعاية الصادقة، فأولئك لهم جزاء الضعف : يضاعف على ما كان لمن تقدمهم من الأمم «وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ» من تكدر الصفوة والإخراج من الجنة.
قوله جل ذكره :
[سورة سبإ (٣٤) : آية ٣٨]
وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ (٣٨)
هم الذين لا يحترمون الأولياء، ولا يراعون حقّ اللّه في السرّ، فهم في عذاب الاعتراض على أولياء اللّه، وعذاب الوقوع بشؤم ذلك في ارتكاب محارم اللّه، ثم في عذاب السقوط من عين اللّه.
قوله جل ذكره :
[سورة سبإ (٣٤) : آية ٣٩]
قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ يَقْدِرُ لَهُ وَ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَ هُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٣٩)
من الخلف في الدنيا الرضا بالعدم والفقد، وهو أتمّ من السرور بالموجود «١» ومن ذلك الأنس باللّه في الخلوة ولا يكون ذلك إلا مع التجريد.
قوله جل ذكره :
[سورة سبإ (٣٤) : آية ٤٠]
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَ هؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ (٤٠)
قوم كانوا يعبدون الملائكة فيختبرهم عنهم فيتبرأون منهم وينزّهون اللّه ويسبحونه،

_
(١) استعمل القشيري هنا كلمة (الموجود) بالميم وكان المفروض حسب السياق أن يستعمل (الوجود)، وبهذا يتأيد رأينا في هامش سابق أن من الخير قصر اصطلاح (الوجود) على الوجود الحق.


الصفحة التالية
Icon