لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٢٣١
ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ وَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ يورّك بعضهم الذنب على بعض فهذا يتبرأ من صاحبه، وصاحبه يتبرأ منه، إلى أن يحكم اللّه عليهم بالخزي والهوان، ويجمعهم في اللعن والإبعاد.
قوله جل ذكره :
[سورة الصافات (٣٧) : الآيات ٣٣ الى ٣٤]
فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ (٣٣) إِنَّا كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (٣٤)
يشتركون في العذاب ولكن تتفاوت أنصباؤهم، كما أنهم يشتركون في الزّلة ولكن تختلف مقادير زلاتهم.
قوله جل ذكره :
[سورة الصافات (٣٧) : آية ٣٥]
إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (٣٥)
احتجابهم بقلوبهم أوقعهم في وهدة عذابهم ذلك لأنهم استكبروا عن الإقرار بربوبيته.
ولو عرفوه لافتخروا بعبوديته قال تعالى :«إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ» «١»، وقال : َنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَ لَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ»
«٢» فإنّ من عرف اللّه فلا لذة له إلا في طاعته، قال قائلهم.
ويظهر في الهوى عزّ الموالي فيلزمنى له ذلّ العبيد
قوله جل ذكره :
[سورة الصافات (٣٧) : الآيات ٣٦ الى ٣٨]
وَيَقُولُونَ أَ إِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ (٣٦) بَلْ جاءَ بِالْحَقِّ وَ صَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (٣٧) إِنَّكُمْ لَذائِقُوا الْعَذابِ الْأَلِيمِ (٣٨)
.

_
(١) آية ٢٠٦ سورة الأعراف.
(٢) آية ١٧٣ سورة النساء.


الصفحة التالية
Icon