لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٢٣٢
لمّا لم يحتشموا من وصفه - سبحانه - بما لا يليق بحلاله لم يبالوا بما أطلقوه من المثالب في وصف أنبيائه.
قوله جل ذكره :
[سورة الصافات (٣٧) : الآيات ٣٩ الى ٤٢]
وَما تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٣٩) إِلاَّ عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (٤٠) أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (٤١) فَواكِهُ وَ هُمْ مُكْرَمُونَ (٤٢)
الاستثناء راجع إلى قوله : إنكم لذائقوا العذاب الأليم ويقال الإخلاص إفراد الحقّ - سبحانه - بالعبودية، والذي يشوب عمله رياء فليس بمخلص.
ويقال : الإخلاص تصفية العمل عن ملاحظة المخلوقين، وفي الخبر : يا معاذ، أخلص العمل يكفيك القليل منه.
ويقال : الإخلاص فقد رؤية الأشخاص «١».
ويقال : هو أن يلاحظ محل الاختصاص.
ويقال : هو أن تنظر إلى نفسك بعين الانتقاص.
قوله جل ذكره : أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ فَواكِهُ وَ هُمْ مُكْرَمُونَ لهم رزق معلوم لأوقات معينة، وفي وقت الرسول عليه السلام من كان له رزق معلوم كان من جملة المياسير، وهذه صفة أهل الجنة فلهم في الآخرة رزق معلوم لأبشارهم ولأسرارهم، فالأغنياء لهم رزق معلوم لأنفسهم «٢»، والفقراء «٣» لهم رزق معلوم لقلوبهم وأسرارهم.
فواكه وهم مكرمون : من ذلك ورود الرسول عليهم من قبل اللّه في كل وقت، وكذلك اليوم الخطاب وارد من اللّه على قلوب الخواص في كل وقت بكلّ أمر.
(١) أي لا يكون هناك حساب للمخلوقين.
(٢) رزق النفوس لأغنياء الأموال.
(٣) وزرق القلوب لأرباب الأحوال.