لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٢٤٣
[أي ما أنتم بفاتنين من الناس إلّا من أغويته بحكمي، فبه ضلّوا لا بإضلالكم «١».
قوله جل ذكره :
[سورة الصافات (٣٧) : آية ١٦٤]
وَما مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ (١٦٤)
الملائكة لهم مقام معلوم لا يتخطّون مقامهم، ولا يتعدّون حدّهم، والأولياء لهم مقام ] «٢» مستور بينهم وبين اللّه لا يطلع عليه أحدا، والأنبياء لهم مقام مشهور مؤيّد بالمعجزات الظاهرة لأنهم للخلق قدوة فأمرهم على الشّهر، وأمر الأولياء على السّتر.
قوله جل ذكره :
[سورة الصافات (٣٧) : الآيات ١٧١ الى ١٧٣]
وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ (١٧١) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (١٧٢) وَ إِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ (١٧٣)
أي سبقت كلمتنا لهم بالسعادة، وتقدّم حكمنا لهم بالولاية والرعاية، فهم من قبلنا منصورون :- «إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَ إِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ» من نصره لا يغلب، ومن قهره لا يغلب.
وجنده الذين نصبهم لنشر دينه، وأقامهم لنصر الحقّ وتبيينه | من أراد إذلالهم فعلى أذقانه يخرّ، وفي حبل هلاكه ينجرّ. |
[سورة الصافات (٣٧) : الآيات ١٧٤ الى ١٧٧]
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٤) وَ أَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (١٧٥) أَ فَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ (١٧٦) فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ (١٧٧)
تولّ عنهم - يا محمد - إلى أن تنقضى آجالهم، وتنتهى أحوالهم. وانتظر انقضاء أيامهم، فإنه سينصرم حديثهم وشيكا :- «أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ».
(١) فى هذا الرأى رد على القدرية كما هو واضح.
(٢) ما بين القوسين الكبيرين جاء في م وسقط في ص.