لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٢٧٣
مضى القول في معنى الإخلاص. وفي الخبر : إن اللّه يقول :«الإخلاص سرّ بين اللّه وعبده» «١».
ويقال الإخلاص لا يفسده الشيطان، ولا يطّلع علية الملكان.
«أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ..» أمرت لأن أكون أول المسلمين في وقتى وفي شرعى. والإسلام الانقياد للّه بكل وجه.
قوله جل ذكره :
[سورة الزمر (٣٩) : آية ١٣]
قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٣)
أخاف أصناف العذاب التي تحصل في ذلك اليوم.
قوله جل ذكره :
[سورة الزمر (٣٩) : الآيات ١٤ الى ١٥]
قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (١٤) فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (١٥)
هذا غاية الزجر والتهديد، ثم بيّن أن ذلك غاية الخسران، وهو الخزي والهوان. والخاسر - على الحقيقة - من خسر دنياه بمتابعة الهوى، وخسر عقباه بارتكابه ما الربّ عنه نهى، وخسر مولاه فلم يستح منه فيما رأى.
قوله جل ذكره :
[سورة الزمر (٣٩) : آية ١٦]
لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَ مِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ (١٦)
أحاط بهم سرادقها فهم لا يخرجون منها، ولا يفترون عنها. كما أنهم اليوم في جهنم
(١) أخطأ الناسخ في ص إذ جعلها (ستر) بالتاء والصواب هى (سر)، وقد ورد الخبر في الرسالة هكذا :
أخبر النبي (ص) عن جبريل عن اللّه سبحانه أنه قال :«الإخلاص سر من سرى استودعته قلب من أحببته من عبادى» (الرسالة ص ١٠٤).