لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٢٩٧
حملة العرش من حول العرش من خواص الملائكة «١»، مأمورون بالتسبيح للّه، ثم بالاستغفار للعاصين - لأنّ الاستغفار للذنب والتوبة إنما تحصل من الذنب - ويجتهدون في الدعاء لهم على نحو ما في هذه الآية وما بعدها فيدعون لهم بالنجاة، ثم برفع الدرجات، ويحيلون الأمر في كل ذلك على رحمة اللّه.
قوله جل ذكره :
[سورة غافر (٤٠) : آية ٩]
وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَ مَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٩)
«وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ» : فلئن سلّط عليك أراذل من خلقه - وهم الشياطين - فلقد قيّض بالشفاعة أفاضل من خلقه ومن الملائكة المقرّبين قوله جل ذكره :
[سورة غافر (٤٠) : آية ١٠]
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ (١٠)
أشدّ العقوبات التي يوصلها الحقّ إليهم آثار سخطه وغضبه، وأجلّ النّعم

_
(١) عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال قال رسول اللّه (ص) :«أذن لى أن أحدّث عن مسلك من ملائكة اللّه من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام» ذكره البيهقي، وقال : هو أعظم المخلوقات.


الصفحة التالية
Icon