لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٣٢١
قوله جل ذكره :
[سورة فصلت (٤١) : آية ٨]
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٨)
«آمَنُوا» : شاهدوا، «وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ» : لازموا بساط العبودية.
«آمَنُوا» : شهدوا الحضرة، «وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ» : وقفوا بالباب.
«آمَنُوا» : حضروا، «وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ» : بعد ما حضروا لم ينصرفوا.
«لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ» : غير منقوص «١»
فأجر النفوس الجنة، وأجر القلوب الرضا باللّه، وأجر الأرواح الاستئناس باللّه، وأجر الأسرار دوام المشاهدة للّه.
قوله جل ذكره :
[سورة فصلت (٤١) : آية ٩]
قُلْ أَ إِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَ تَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ (٩)
خلق الزمان ولم يكن قبله زمان، وخلق المكان، ولم يكن قبله مكان فالحقّ - سبحانه - كان ولا مكان ولا زمان فهو عزيز لا يدركه المكان، ولا يملكه الزمان.
«وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً».. وكيف يكون الذي لم يكن ثم حصل «٢»
ندّا للذى لم يزل..
ولا يزال كما لم يزل؟ ذلك ربّ العالمين.
قوله جل ذكره :
[سورة فصلت (٤١) : آية ١٠]
وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَ بارَكَ فِيها وَ قَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ (١٠)
الجبال أوتاد الأرض في الصورة، والأولياء أوتاد ورواس للأرض في الحقيقة.
(١) يقال مننت الحبل إذا قطعته، ومنه قول ذى الإصبع :
إنى لعمرك ما بابى بذي غلق على الصديق ولا خيرى بمنون
و قيل نزلت الآية في المرضى والزمنى والهرمى إذا عجزوا عن الطاعة كتب لهم الأجر كأصح ما كانوا يعملون.
(٢) الذي لم يكن ثم حصل هو الحادث، المخلوق من العدم.. كيف يكون ندا للقديم الأزلى السرمدي؟!
م (٢١) لطائف الإشارات - ج ٣ -