لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٣٦١
سورة الزّخرف
قوله جل ذكره :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ»
بسم «اللّه : اسم عزيز من وثق بجوده وكرمه لم يعلّق بغيره صواعد هممه، ولم يقف على سدّة مخلوق بقدمه في ابتغاء كرمه. اسم عزيز من عوّده خفايا لطفه «١» لم يتذلّل «٢» فى طلب شىء من غيره، ولم يرجع إلى غيره في شرّه وخيره.
قوله جل ذكره :
[سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ١ الى ٣]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

حم (١) وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٣)
الحاء تدل على حياته والميم على مجده.. وهذا قسم ومعناه : وحياتى ومجدى وهذا القرآن إنّ الذي أخبرت عن رحمتى بعبادي المؤمنين حق وصدق. وجعلناه قرآنا عربيا ليتيسّر عليكم فهم معناه.
قوله جل ذكره :
[سورة الزخرف (٤٣) : آية ٤]
وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (٤)
«فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا» : أي أنه مكتوب في اللّوح المحفوظ.
«لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ» لعليّ القدر، حكيم الوصف لا تبديل له ولا تحويل.
قوله جل ذكره :
[سورة الزخرف (٤٣) : آية ٥]
أَ فَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ (٥)
أي أننا لا نفعل ذلك (فيكون معنى الاستفهام) «٣» أ فنقطع عنكم خطابنا وتعريفنا
_
(١) هكذا في م وهي في ص (خفاء حكمه). وقد آثرنا الأولى لأنها أكثر تدعيما للسياق.
(٢) هكذا في م وهي في ص (لم تبدلل) وواضح الخطأ الناسخ.
(٣) ما بين القوسين إضافة من عندنا ليتماسك السياق. والاستفهام في الآية يفيد الإنكار.


الصفحة التالية
Icon