لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٣٦٣
قوله جل ذكره :
[سورة الزخرف (٤٣) : آية ١١]
وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ (١١)
يعنى كما يحيى الأرض بالمطر يحيى القلوب بحسن النّظر.
قوله جل ذكره :
[سورة الزخرف (٤٣) : آية ١٢]
وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَ الْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ (١٢)
أي الأصناف من الخلق «وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَ الْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ» كذلك جنّس عليكم الأحوال كلها فمن رغبة في الخيرات إلى رهبة مما توعدّكم به من العقوبات. ومن خوف يحملكم على ترك الزلّات إلى رجاء يبعثكم على فعل الطاعات طمعا فى المثوبات.. وغير ذلك من فنون الصفات
[سورة الزخرف (٤٣) : آية ١٣]
لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَ تَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (١٣)
يعنى الفلك والأنعام..
«ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَ تَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ» مطيعين، وكما سخّر لهم الفلك في البحر، والدوابّ للركوب، وأعظم عليهم المنة بذلك فكذلك (سهّل للمؤمنين مركب التوفيق فحملهم عليه إلى بساط الطاعة) «١»، وسهّل للمريدين مركب الإرادة فحملهم عليه إلى عرصات الجود، وسهّل للعارفين مركب الهمم فأناخوا بعقوة العزّة. وعند ذلك محطّ الكافة إذ لم تخرق سرادقات العزّة همّة مخلوق : سواء كان ملكا مقرّبا أو نبيّا مرسلا أو وليّا مكرّما، فعند سطوات العزّة يتلاشى كلّ مخلوق، ويقف وراءها كلّ محدث مسبوق «٢».
(١) ما بين القوسين موجود في ص وغير موجود في م فأثبتناه في هذا الموضع لأن مرتبة المؤمنين عامة تليها مرتبة المريدين وهي خاصة، ثم العارفين وهم خواص الخواص.
٢) يرتبط ذلك بمذهب القشيري فى «الفناء»، وكيف أن الصمدية تجل عن الاستشراف.. ناهيك بما يزعمه آخرون من حلول واتحاد.. وغير ذلك.