لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٣٦٤
قوله جل ذكره :
[سورة الزخرف (٤٣) : آية ١٥]
وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (١٥)
هم الذين قالوا : الملائكة بنات اللّه فجعلوا البنات للّه جزءا على التخصيص من جملة مخلوقاته.. تعسا لهم في قولهم ذلك وخزيا «١»!! فردّ عليهم ذلك قائلا :
[سورة الزخرف (٤٣) : آية ١٦]
أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَ أَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ (١٦)
قال لهم على جهة التوبيخ، وعابهم بما قالوا إذ - على حدّ قولهم - كيف يؤثرهم بالبنين ويجعل لنفسه البنات؟! ففى قولهم ضلال إذ حكموا للقديم بالولد. وفيه جهل إذ حكموا له بالبنات ولهم بالبنين - وهم يستنكفون من البنات.. ثم.. أي عيب في البنات؟
ثم.. كيف يحكمون بأن الملائكة إناث - وهم لم يشاهدوا خلقتهم؟
كلّ ذلك كان منهم خطأ محظورا.
قوله جل ذكره :
[سورة الزخرف (٤٣) : آية ٢٠]
وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (٢٠)
إنما قالوا ذلك استهزاء واستبعادا لا إيمانا وإخلاصا، فقال تعالى :«ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ» ولو علموا ذلك وقالوه على وجه التصديق لم يكن ذلك منهم معلولا.
ثم قال :
[سورة الزخرف (٤٣) : آية ٢١]
أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (٢١)
أي ليس كذلك، حتى أخبر أنهم ركنوا إلى تقليد لا يفضى إلى العلم، فقال :
[سورة الزخرف (٤٣) : آية ٢٢]
بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَ إِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ (٢٢)
(١) في م (و حزنا) وهي غير ملائمة - كما هو واضح.