لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٣٧١
الجمع «١» حيث أضاف إيسافهم لأوليائه إلى نفسه.. وفي الخبر : أنه يقول :«مرضت فلم تعدنى «٢».
وقال في قصة ابراهيم عليه :«يَأْتُوكَ رِجالًا..» «٣»
و قال في قصة نبيّنا - صلى اللّه عليه وسلم :«مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ» «٤».
قوله جل ذكره :
[سورة الزخرف (٤٣) : آية ٥٧]
وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (٥٧)
و ضرب المثل بعيسى هو قوله :«إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ» «٥» خلق عيسى بلا أب كما خلق آدم بلا أبوين. فجحدوا بهذه الآية.
وقيل هو قوله :«إِنَّكُمْ وَ ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ» «٦»، فقالوا : رضينا بأن نكون في النار مع عيسى وعزيز والملائكة، وليس لهم في الآية موضع ذكر لأنه سبحانه قال :«وَما» تعبدون، ولم يقل «و من» تعبدون «٧».
قوله جل ذكره :
[سورة الزخرف (٤٣) : آية ٥٨]
وَقالُوا أَ آلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (٥٨)
ما ضربوه لك إلا جدلا : وذلك أنهم قالوا : إن قال آلهتكم خير فقد أقرّ بأنها معبودة، وإن قال : عيسى خير من آلهتكم فقد أقرّ بأن عيسى يصلح لأن يعبد، وإن قال : ليس واحد منهم
(١) عند ما يضاف الفعل إلى الحق يكون المعنى منصرفا إلى حال الجمع، وعند ما ينسب إلى الخلق يكون منصرفا إلى حال الفرق، مثلما أوضح القشيري هنا، ومثلما أوضح عند قوله تعالى :«وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمى ».
(٢) أصل الحديث : أنه تعالى يقول :«يا ابن آدم، مرضت فلم تعدنى، واستسقيتك فلم تسقنى، واستطعمتك فلم تطعمنى» القرطبي : ج ٢٠، ص ٥٥.
(٣) آية ٢٧ سورة الحج. والخطاب في الآية لابرهيم في مقام الفرق، ولنبينا في مقام الجمع.
(٤) آية ٨٠ سورة النساء.
(٥) آية ٥٩ سورة آل عمران.
(٦) آية ٩٨ سورة الأنبياء.
(٧) لأن «من» للعاقل و«ما» لغير العاقل فالمقصود الأصنام. [.....]