لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٤٠٦
تعسا لهم : لعنا وطردا، وقمعا وبعدا! «أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ» : هتك أستارهم، وأظهر للمؤمنين أسرارهم، وأخمد نارهم.
قوله جل ذكره :
[سورة محمد (٤٧) : آية ١٠]
أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ لِلْكافِرِينَ أَمْثالُها (١٠)
و كيف أهلكهم وأبادهم وأقماهم؟
قوله جل ذكره :
[سورة محمد (٤٧) : آية ١١]
ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ أَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ (١١)
المولى «١» هنا بمعنى الناصر «٢» فاللّه ناصر للذين آمنوا، وأمّا الكافرون فلا ناصر لهم.
أو المولى من الموالاة وهي ضد المعاداة، فيكون بمعنى المحب فهو مولى الذين آمنوا أي محبّهم، وأما الكافرون فلا يحبهم اللّه.
ويقول تعالى في آية أخرى :«وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ» «٣».
ويصح أن يقال إنّ هذه أرجى «٤» آية في القرآن ذلك بأنه سبحانه يقول :«بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا» ولم يقل : مولى الزهّاد والعبّاد وأصحاب الأوراد والاجتهاد فالمؤمن - وإن كان عاصيا - من جملة الذين آمنوا، (لا سيما و«آمَنُوا» فعل، والفعل لا عموم له) «٥».
قوله جل ذكره :
[سورة محمد (٤٧) : آية ١٢]
إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَ يَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَ النَّارُ مَثْوىً لَهُمْ (١٢)

_
(١) تضاف أقوال القشيري هنا فى (المولى) إلى حديثه عن ذلك الاسم في كتاب «التحبير في التذكير» وإلى حديثه في (الولاية والولي) في مواضع متفرقة من مصنفاته.
(٢) جاءت (الناظر) في ص وهي خطأنى النسخ.
(٣) آية ٢٥٧ سورة البقرة.
(٤) جاءت (أوحى) فى ص وهي خصأ في النسخ.
٥) سقطت العبارة بين القوسين من ص وجاءت في م. والقشيري مستفيد من السياق القرآنى إذ عبّر عن الإيمان بالفعل وهو «آمَنُوا» وعبر عن الكفر بالاسم فقال :«وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ».


الصفحة التالية
Icon