لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٤١٤
قوله جل ذكره :
[سورة محمد (٤٧) : آية ٣٠]
وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ (٣٠)
أي في معنى الخطاب، فالأسرّة تدلّ على السريرة، وما يخامر القلوب فعلى الوجوه يلوح أثره :
لست ممن ليس يدرى ما هوان من كرامة
إنّ للحبّ وللبغض على الوجه علامة
و المؤمن ينظر بنور الفراسة «١»، والعارف ينظر بنور التحقيق، والموحّد ينظر باللّه فلا يستتر عليه شىء «٢».
ويقال : بصائر الصديقين غير مغطّاة، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :«سدوا كل خوخة غير خوخة أبى بكر» «٣».
قوله جل ذكره :
[سورة محمد (٤٧) : آية ٣١]
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَ الصَّابِرِينَ وَ نَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ (٣١)
بالابتلاء والامتحان تتبين جواهر الرجال، فيظهر المخلص، ويفتضح المماذق، وينكشف المنافق، فالذين آمنوا وأخلصوا نجوا وتخلصوا، والذين كفروا ونافقوا وقعوا «٤» فى الهوان وأذلّوا، ووسموا بالشقاوة وقطعوا.
قوله جل ذكره :
[سورة محمد (٤٧) : آية ٣٣]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ لا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ (٣٣)

_
(١) هكذا في م وهي في ص (بعين الفراسة). روى الترمذي والطبراني من حديث أبى أمامة، والترمذي من حديث أبى سعد، والطبراني وأبو نعيم والبزاز بسند صحيح عن أنس «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور اللّه».
(٢) يفيد هذا الكلام في ترتيب القوم : مؤمن ثم عارف ثم موحد فالموحدون أعلى درجات السائرين.
(٣) يقول القشيري في كتابه «المعراج» ص ٧٢ :(كان الصديق مخصوصا من البصيرة بما لم يخص به غيره قال (ص) :«سدوا كل خوخة غير خوخه أبى بكر». وذلك لما فتحوا في المسجد من كل دار خوخة، والإشارة فيه أن الصديق ليس بممنوع من الإبصار بحال)
. (٤) سقطت (وقعوا) فى ص، وموجودة في م.


الصفحة التالية
Icon