لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٤٣١
«وَكانُوا أَحَقَّ بِها» حسب سابق حكمه وقديم «١» علمه.. «وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً» ويقال : الإلزام في الآية هو إلزام إكرام ولطف، لا إلزام إكراه وعنف وإلزام برّ لا إلزام جبر..
وكم باسطين إلى وصلنا أكفهمو... لم ينالوا نصيبا!
و يقال كلمة التقوى : التواصي بينهم بحفظ حق اللّه.
ويقال : هى أن تكون لك حاجة فتسأل اللّه ولا تبديها للناس.
ويقال : هى سؤالك من اللّه أن يحرسك من المطامع.
قوله جل ذكره :
[سورة الفتح (٤٨) : آية ٢٧]
لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَ مُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً (٢٧)
أي صدقه «٢» فى رؤياه ولم يكذبه صدقه فيما أراه «٣» من دخول مكة «آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَ مُقَصِّرِينَ» كذلك أراه لما خرج إلى الحديبية وأخبر أصحابه. فوطّن أصحابه نفوسهم على دخول مكة في تلك السنة. فلمّا كان من أمر الحديبية عاد إلى قلوب بعض المسلمين شى ء، حتى قيل لهم لم يكن في الرؤيا دخولهم في هذا العام، ثم أذن اللّه في العام القابل، فأنزل اللّه :
«لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ» فكان ذلك تحقيقا لما أراه، فرؤياه صلوات اللّه عليه حق لأن رؤيا الأنبياء حق

_
(١) هكذا في ص وهي في م (و قدر) وقد رجحنا الأولى.
(٢) أي على حذف الجار كقوله تعالى :«صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ»
٣) إشارة إلى الرؤيا التي أراه إياها من دخوله وصحبه مكة آمنين.


الصفحة التالية
Icon