لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٤٤٩
[سورة ق (٥٠) : آية ٨]
تَبْصِرَةً وَ ذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (٨)
علامة ودلالة لكل من أناب إلينا، ورجع من شهود أفعالنا إلى رؤية صفاتنا، ومن شهود صفاتنا إلى شهود حقّنا وذاتنا «١».
قوله جل ذكره :
[سورة ق (٥٠) : آية ٩]
وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَ حَبَّ الْحَصِيدِ (٩)
أنزلنا من السماء ماء مباركا كثير النفع والزيادة، فأنبتنا به «جَنَّاتٍ وَ حَبَّ الْحَصِيدِ» :
أي الذي يحصد - كما تقول : مسجد الجامع.
الأجزاء متجانسة. ولكنّ أوصافها في الطعوم والروائح والألوان والهيئات والمقادير مختلفة.
قوله جل ذكره :
[سورة ق (٥٠) : الآيات ١٠ الى ١١]
وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ (١٠) رِزْقاً لِلْعِبادِ وَ أَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ (١١)
و النخل باسقات : طويلات، لها طلع منضود بعضه فوق بعض لكثرة الطّلع أو لما فيها من الثمار. وكيف جعلنا بعض الثمار متفرقة كالتفاح والكمثرى وغيرهما، وكيف جعلنا بعضها مجتمعة كالعنب والرطب وغيرهما.. كلّ ذلك جعلناه رزقا للعباد ولكى ينتفعوا به.
«... وَ أَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ».
وكما سقنا هذا الماء إلى بلدة جفّ نباتها، وكما فعلنا كلّ هذه الأشياء ونحن قادرون على ذلك - كذلك نجمعكم في الحشر والنشر، فليس بعثكم بأبعد من هذا.
قوله جل ذكره :
[سورة ق (٥٠) : الآيات ١٢ الى ١٤]
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَ أَصْحابُ الرَّسِّ وَ ثَمُودُ (١٢) وَ عادٌ وَ فِرْعَوْنُ وَ إِخْوانُ لُوطٍ (١٣) وَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَ قَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (١٤)

_
(١) هذا الترتيب في منازل الشهود له أهمية في فهم المعراج الروحي عند هذا الإمام، وواضح منه أن أعلى درجات الشهود شهود الذات... وذلك بشرائط سبقت الإشارة إليها في غير موضع من الكتاب، ولكننا مع ذلك لا نفسى أن القشيري - كما نعرف من منهجه - يرى الاستشراف من (الذات) من المحال، فقد جلت الصمدية عن الدرك واللحوق.. مهما سما العبد في معراجه الروحي.
م (٢٩) لطائف الإشارات - ج ٣ -


الصفحة التالية
Icon