لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٤٦٥
و يقال : على رب السماء أرزاقكم لأنه ضمنها.
ويقال : قوله :«وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ» وهاهنا وقف ثم تبتدئ :«وَما تُوعَدُونَ».
قوله جل ذكره :
سورة الذاريات (٥١) : آية ٢٣]
فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (٢٣)
أي : إنّ البعث والنشر لحقّ.
ويقال : إنّ نصرى لمحمد ولدينى، وللذى أتاكم به من الأحكام - لحقّ مثل ما أنّكم تنطقون.
كما يقال : هذا حقّ مثل ما أنك هاهنا.
ويقال : معناه :«أنّ اللّه رازقكم» - هذا القول حقّ مثلما أنكم إذا سئلتم :
من ربّكم؟ ومن خالقكم؟ قلتم : اللّه.. فكما أنكم تقولون : إن اللّه خالق - وهذا حقّ..
كذلك القول بأنّ اللّه رازق - هو أيضا حقّ.
ويقال : كما أنّ نطقك لا يتكلم به غيرك فرزقك لا يأكله غيرك.
ويقال : الفائدة والإشارة في هذه الآية أنه حال برزقك على السماء، ولا سبيل لك إلى العروج إلى السماء لتشتغل بما كلفك ولا تتعنّى في طلب مالا تصل إليه.
ويقال : فى السماء رزقكم، وإلى السماء يرفع عملكم.. فإن أردت أن ينزل عليك رزقك فأصعد إلى السماء عملك - ولهذا قالوا : الصلاة قرع باب الرزق، وقال تعالى :«وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً» «١».
قوله جل ذكره :
[سورة الذاريات (٥١) : آية ٢٤]
هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (٢٤)
(١) آية ١٣٢ سورة طه.
م (٣٠) لطائف الإشارات - ج ٣