لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٤٦٧
«فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ» فشواه، وقرّبه منهم وقال :«أَلا تَأْكُلُونَ؟» وحين امتنعوا عن الأكل :
فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ وَ بَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ توهّم أنهم لصوص فقالوا له :«لا تَخَفْ».
«وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ» : أي بشّروه بالولد، وببقاء هذا الولد إلى أن يصير عليما والعليم مبالغة من العلم، وإنما يصير عليما بعد كبره.
[سورة الذاريات (٥١) : آية ٢٩]
فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَ قالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (٢٩)
«فِي صَرَّةٍ» أي في صيحة شديدة، «فَصَكَّتْ وَجْهَها» أي فضربت وجهها بيدها كفعل النساء «وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ» : أي أنا عجوز عقيم. وقيل : إنها يومها كانت ابنة ثمان وتسعين سنة، وكان إبراهيم ابن تسع وتسعين سنة.
[سورة الذاريات (٥١) : آية ٣٠]
قالُوا كَذلِكَ قالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (٣٠)
أي قلنا لك كما قال ربّك لنا، وأن نخبرك أنّ اللّه هو المحكم لأفعاله، «الْعَلِيمُ» الذي لا يخفى عليه شىء «١»
[سورة الذاريات (٥١) : آية ٣١]
قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (٣١)
سألهم : ما شأنكم؟ وما أمركم؟ وبماذا أرسلتم؟
[سورة الذاريات (٥١) : الآيات ٣٢ الى ٣٦]
قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (٣٢) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ (٣٣) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (٣٤) فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٣٥) فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٣٦)

_
(١) روى أن جبريل قال لها حين استبعدت : انظري إلى سقف بيتك، فنظرت فإذا جذوعه مورقة مثمرة.


الصفحة التالية
Icon