لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٤٧٤
عنه - سبحانه - هنيئا، وقوم يصير لهم ذلك هنيا ليّنا وهم بمشهد منه :
فاشرب على وجهها كغرّتها مدامة في الكئوس كالشّرر
[سورة الطور (٥٢) : آية ٢٠]
مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَ زَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (٢٠)
يظلّون في سرور وحبور، ونصيب من الأنس موفور.
قوله جل ذكره :
[سورة الطور (٥٢) : آية ٢١]
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ ما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ (٢١)
يكمل عليهم سرورهم بأن يلحق بهم ذرّياتهم فإنّ الانفراد بالنعمة عمّن القلب مشتغل به من الأهل والولد والذرية يوجب تنغص العيش.
وكذلك كلّ من قلب الولىّ يلاحظه من صديق وقريب، ووليّ وخادم، قال تعالى فى قصة يوسف :«وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ» وفي هذا المعنى قالوا :
إنّى على جفواتها - فبربّها وبكلّ متّصل بها متوسّل
لأحبها، وأحبّ منزلها الذي نزلت به وأحب أهل المنزل
«وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ» أي ما أنقصنا من أجورهم من شىء بل وفينا ووفّرنا. وفي الابتداء نحن أولينا وزدنا على ما أعطينا.