لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٤٩١
و يقال :«أَقْنى » أي أرضاه بما أعطاه «١».
ويقال :«أَغْنى » أي أقنع، «وَأَقْنى » : أي أرضى.
[سورة النجم (٥٣) : آية ٤٩]
وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى (٤٩)
(الشّعرى : كوكب يطلع بعد الجوزاء في شدة الحر، وكانت خزاعة تعبدها فأعلم اللّه أنه ربّ معبودهم هذا) «٢».
[سورة النجم (٥٣) : الآيات ٥٠ الى ٥٢]
وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى (٥٠) وَ ثَمُودَ فَما أَبْقى (٥١) وَ قَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَ أَطْغى (٥٢)
عاد الأولى هم قوم هود، وعاد الأخرى هي إرم ذات العماد، كما أهلك ثمودا فما أبقى منهم أحدا. وأهلك من قبلهم قوم نوح الذين كانوا أظلم من غيرهم وأغوى لطول أعمارهم، وقوة أجسادهم.
[سورة النجم (٥٣) : الآيات ٥٣ الى ٥٤]
وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى (٥٣) فَغَشَّاها ما غَشَّى (٥٤)
أي المخسوف بها، وهي قرى قوم لوط، قلبها جبريل عليهم، فهى مقلوبة معكوسة.
وقوله :«أَهْوى » أي : أسقطها اللّه إلى الأرض بعد ما اقتلعها من أصلها، ثم عكسها وألقاها في الأرض، فغشاها ما غشاها من العذاب.
قوله جل ذكره :
[سورة النجم (٥٣) : آية ٥٥]
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى (٥٥)
فبأى آلاء ربك - أيها الإنسان - تتشكك؟ وقد ذكر هذا بعد ما عدّ إنعامه عليهم وإحسانه إليهم.
قوله جل ذكره :
[سورة النجم (٥٣) : آية ٥٦]
هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى (٥٦)
.
(١) أننى : من معانيها أرضى - كما ورد في أكثر المعاجم.
(٢) ما بين القوسين إضافة من جانبنا اعتمادا على كتب التفاسير، وهي غير موجودة في نص القشيري.
و لكننا أردنا إضافتها لنلفت النظر إلى خاطرة تراودنا.. أ ليس هناك ارتباط بين افتتاحية السورة «وَالنَّجْمِ إِذا هَوى » وبين هذه النهاية؟. عابدون ومعبودون يهوون ويتساقطون ويهلكون... أبعد هذا أيها الإنسان تتشكك في أن هذا النذير صلوات اللّه عليه لم يأت بدعا؟!