لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٤٩٣
سورة القمر
«١» قوله جل ذكره :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ»
«بِسْمِ اللَّهِ» : كلمة بها نور القلوب والأبصار، وبعرفانها يحصل سرور الأرواح والأسرار.
كلمة تدلّ على جلاله - الذي هو استحقاقه لأوصافه. كلمة تدل على نعته الذي هو غاية أفضاله وألطافه.
قوله جل ذكره :
سورة القمر (٥٤) : آية ١]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ (١)
أجمع أهل التفسير على أنّ القمر قد انشقّ على عهد الرسول صلى اللّه عليه وسلم.
قال ابن مسعود «٢» :«رأيت حراء بين فلقتى القمر» ولم يوجد لابن مسعود مخالف في ذلك فقد روى أيضا عن أنس وابن عمر وحذيفة وابن عباس وجبير بن مطعم.. كلهم رووا هذا الخبر.
وفيه إعجاز من وجهين : أحدهما رؤية من رأى ذلك، والثاني خفاء مثل ذلك على من لم يره لأنه لا ينكتم مثله في العادة فإذا خفى كان نقض العادة.
وأهل مكة رأوا ذلك، وقالوا : إنّ محمدا قد سحر القمر.
ومعنى «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ» : أي ما بقي من الزمان إلى القيامة إلا قليل بالإضافة إلى ما مضى.
قوله جل ذكره :
[سورة القمر (٥٤) : الآيات ٢ الى ٣]
وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَ يَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (٢) وَ كَذَّبُوا وَ اتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَ كُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (٣)
_
(١) يسميها البخاري : سورة «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ».
(٢) عن يحيى بن شعبة وسفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن أبى معمر عن ابن مسعود قال : انشق القمر على عهد رسول اللّه (ص) فرقتين : فرقة فوق الجبل، وفرقة دونه. فقال رسول اللّه (ص) : اشهدوا.
وعن قتادة عن أنس قال : انشق القمر فرقتين.
وعن مجاهد عن أبى معمر عن عبد اللّه قال : انشق القمر ونحن مع النبي (ص) فصار فرقتين. فقال لنا : اشهدوا اشهدوا. (البخاري ح ٣ ص ١٣٠).
وقد جاء في النسفي : قال ابن مسعود رضى اللّه عنه «رأيت حراء بين فلقتى القمر» (النسفي ص ٢٠١).


الصفحة التالية
Icon