لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٤٩٨
حتى صاروا كأنهم أسافل نخل منقطع. وقيل : كانت الريح تقتلع رءوسهم عن مناكبهم ثم تلقى بهم كأنهم أصول نخل قطعت رءوسها.
[سورة القمر (٥٤) : آية ٢٢]
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٢٢)
هوّنا قراءته وحفظه فليس كتاب من كتب اللّه تعالى يقرأ ظاهرا إلّا القرآن.
قوله جل ذكره :
[سورة القمر (٥٤) : الآيات ٢٣ الى ٢٤]
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (٢٣) فَقالُوا أَ بَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَ سُعُرٍ (٢٤)
هم قوم صالح. وقد مضى القول فيه، وما كان من عقرهم للناقة.. إلى أن أرسل اللّه عليهم صيحة واحدة أوجبت هذا الهلاك، فصيّرهم كالهشيم، وهو اليابس من النبات، «الْمُحْتَظِرِ» : أي : المجعول في الحظيرة، أو الحاصل في الخطيرة «١»..
قوله جل ذكره :
[سورة القمر (٥٤) : الآيات ٣٤ الى ٣٧]
إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ (٣٤) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (٣٥) وَ لَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ (٣٦) وَ لَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَ نُذُرِ (٣٧)
فأرسلنا عليهم «حاصِباً» : أي : حجارة رموا بها.
«كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ» : أي : جعلنا إنجاءهم في إهلاك أعدائهم.
وهكذا نجزى من شكر فمثل هذا نعامل به من شكر نعمتنا.
والشّكر على نعم الدفع أتمّ من الشكر على نعم النفع - ولا يعرف ذلك إلا كلّ موفّق كيّس.
«فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَ نُذُرِ»
(١) يقصد القشيري أنها قد تقرأ بفتح الظاء وبكسرها.