لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٤٩٩
جاء جبريل ومسح بجناحه على وجوههم فعموا، ولم يهتدوا «١» للخروج - وكذلك أجرى سنّته في أوليائه أن يطمس على قلوب أعدائهم حتى يلبس عليهم كيف يؤذون أولياءه ثم يخلّصهم من كيدهم.
قوله جل ذكره :
[سورة القمر (٥٤) : آية ٤٥]
سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ يُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥)
أخبر أنه يفعل هذا بأعداء الرسول صلى اللّه عليه وسلم، وحقّق ذلك يوم بدر، فصار ذلك من معجزاته صلوات اللّه عليه وسلامه «٢».
قوله جل ذكره :
[سورة القمر (٥٤) : آية ٤٨]
يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (٤٨)
سحبهم على الوجوه أمارة لإذلالهم، ولو كان ذلك مرة واحدة لكانت عظيمة - فكيف وهو التأبيد والتخليد؟!.
وكما أنّ أمارة الذّلّ تظهر على وجوههم فعلامة إعزاز المؤمنين وإكرامهم تظهر على وجوههم، قال تعالى :«وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ» «٣». وقال :«تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ «٤»».
قوله جل ذكره :
[سورة القمر (٥٤) : آية ٤٩]
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ (٤٩)
أي بقدر مكتوب في اللوح المحفوظ.
ويقال : خلقناه بقدر ما علمنا وأردنا وأخبرنا.
قوله جل ذكره :
[سورة القمر (٥٤) : آية ٥٠]
وَما أَمْرُنا إِلاَّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (٥٠)
أي إذا أردنا خلق شىء لا يتعسّر ولا يتعذّر علينا، نقول له : كن - فيكون
(١) هكذا في م وهي في ص (لم يتمكنوا).
(٢) عن ابن عباس أن رسول اللّه (ص) قال وهو في قبة يوم بدر : اللهم إنى أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن تشأ لا تعبد بعد اليوم - فأخذ أبو بكر بيده فقال : حسبك يا رسول اللّه، ألححت على ربّك فخرج وهو يقول :
سيهزم الجمع ويولون الدبر (البخاري ج ٣ ص ١٣١).
(٣) آية ٢٢ سورة القيامة.
(٤) آية ٢٤ سورة المطففين.